تلوث البيئة الزراعية

اصبح التلوث البيئي من اهم المشاكل التي تشغل دول العالم سواء المتقدمة او التي في طريق النمو ، لارتباطه ارتباطا وثيقا باقتصادياتها ، ومن اهم صوره تلوث البيئة الزراعية بالمبيدات الكيميائية التي أدخلت الى النظام البيئي الزراعي لحمايته من الآفات التي تسبب خسائرقد تصل الى 100% وقد ادى الاستخدام المتكرر لهذه المبيدات والرش العشوائي الى تلوث البيئة الزراعية ، بما فيها المياه الجوفية .
ساهمت المبيدات الكيميائية ، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية . في القضاء على العديد من الامراض النباتية والاوبئة (التيفويد والملاريا وغيرها) . وذلك عن طريق القضاء على الحشرات الناقلة لها مثل البعوض والذباب .
وبقدر ما تلعب المبيدات دورا مهما في رفاهية الانسان بحماية محاصيله وحيواناته المستأنسة من الامراض ن ودفع الحشرات التي تحمل الامراض والاوبئة ، الا انها . في مجملها ، تعد سموما تسبب له العديد من المشاكل والامراض الخطيرة ، مثل امراض : الكبد والكلي وامراض السرطان ، وظهور التشوهات الجينية في الاطفال ، والتأثيرات العصبية . كما يؤديالاستعمال المتكرر لها الى ظهور حشرات مقاومة لتاثيرها ، مما يؤدي الى زيادة التركيز والجرعة للقضاء عليها ، وبالتالي زيادة فرصة تلوث البيئة الزراعية ، وزيادة الاضرار على النباتات المعالجة .

أصبحت التأثيرات السلبية للمبيدات على البيئة الزراعية ومكوناتها موضع بحث منذ فترة ليست بالبعيدة خصوصا بعد صدور كتاب (راشيل كارسون "الربيع الصامت" عام 1962) في الولايات المتحدة الامريكية ، الذي احدث صدمة كبيرة للمشتغلين في هذا المجال ن لما تمنه من حقائق بينت الاخطار الكبيرة الناتجة عن استعمال المبيدات الكيميائية على جميع الكائنات الحية بما فيها الانسان . مما يسبب خللا بالتوازن البيئي الزراعي ، وقد حذرت منظمة العل الدولية من أن الكيميائيات الزراعية أصبحت تشكل خطرا على حياة ملايين العمال في مختلف انحاء العالم خاصة في الدول النامية ، حيث يتعرض سنويا اكثر من مليوني شخص للتسمم نتيجة المبيدات ، يموت منهم حوالي 90 ألف شخص . إضافة الى ذلك فان المبيدات بطيئة التفكك والتحلل فهي تبقى ملتصقة بحبيبات التربة لفترات غير محددة قد تصل الى اكثر من 30 عاما ، وعند الري او نزول المطر تتحرر كميات منها فتصبح في صورة حرة تأخذ طريقها الى الخضراوات والفواكه في المناطق التي لم تستخدم فيها اصلا ،ويزداد تركيزها في الوسط المحيط وخاصة التربة ، مما يؤثر على جميع الكائنات الدقيقة اللازمة لاستمرار خصوبتها . كما انها تتركز في اجسام الحيوانات ولاتطرحها الى الخارج ، بل يزيد تركيزها باستهلاك الاغذية النباتية والحيوانات المعالجة بالمبيدات .
وتنتقل المبيدات المستعملة في العالم بفعل حركة الهواء او الماء الملوث بطريقة غير مباشرة نتيجة للاستعمال المكثف للمبيدات الى اماكن بعيدة عن اماكن استعمالها ، وقد اشارت بعض الدراسات الى وجودها في اماكن نائية كالمناطق القطبية واجسام الاسماك والطيور التي تعيش في تلك المناطق . كما تصل الى المياه الجوفية بسولة عن طريق عمليات غسيل التربة بالري والامطار ، وقنوات الري المكشوفة ، والصرف المستمر للمياه الملوثة بالمبيدات .
مما سبق تتضح اهمية مبدأ السلامة البيئية التي تعني السعي للحفاظ على سلامة واتزان الطبيعة بتدخل الانسان الذي هو المسبب الرئيس لهذه المشكلة ، ويتم ذلك بتطبيق مبدأ المكافحة الطبيعية للآفات ، وعم التركيز على المبيدات الكيميائية .